السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
اليوم حبيت أنه أحطلكم قصة هي صح مو من تأليفي بس أنا كنت أقرأ عدة قصص من مجموعة مجلات مختلفة وهذي القصص عجبتني جدا وخصوصا أن لها معانٍ جميلة ولها مغزى رائع ففكرت أنه أحطها حتى تستفادوا منها وبنفس الوقت تتمتعوا بقراءتها وتعطوني رأيكم لكل قصة.....[/color]
الجزء الأول..:- **الابتســــــــامة**
وعدتُ أبي قبل أن يسافر للعمل في بلدٍ بعيد أن أزور جدتي أسبوعياً في دار رعاية المسنين، كانت هذه المهمة تؤرقني، ورؤية العجائز المهمومين والضائعين تثير مشاعر كئيبة في نفسي، وأمضي الوقت متوترة أحاول حماية نفسي من الغرق في الحزن والشفقة دون جدوى ..
وفي أحد الأيام وبينما كنت في طريقي إلى هناك سمعت جملة في إعلان إذاعي يقول :
"هناك من ينتظر حلاًًًًًًَ وهناك من يصنع الحلول".
وفكرت في نفسي أن هذا مجرد كلام، فالقدرة على صنع الحل ليست بمقدور كل إنسان، بدليل أنني لا أملك حلاً لمشكلة جدتي، فلا يمكنني أن أعيد أمي إلى الحياة لترعاها، وليس ذنبي أن جدتي لم تنجب غيرها، ولا يمكنني أن أترك دراستي وأبقى معها، ولا أملك سوى إظهار الإخلاص والمحبة لها في كل زيارة، والدعاء بأن يمضي الوقت سريعاً ويأتي شخص بواصفات خارقة ليصنع حلاً ما.. ولكن حدث ما غيّر أفكاري، فقد رأيتُ جدتي مع نزيلة أخرى تتحدثان عن الزمن الماضي حين كانت الضحكات تملأُ حياتهما، وقررتُ أن أجرب أمراً .. فرويت لهما طرفة صغيرة سمعتها، وبدأ الأمر بضحكةٍ خافتة ثم سرت الضحكات وارتفع الصوت :D ، وبدأت كل منهما تعلِّق على الطرفة بطرفةٍ أحلى منها، وطلبتا مني المزيد، واقتربت بعض العجائز منّا لسماعهن صوت الضحكات التي كادت تمحى من ذاكرتهن، فازداد حماسي وأخذتُ أجود بالقصص المرحة والنكات وآخر الأخبار الغريبة في العالم،
واستمتع الجميع وشاركن بالتعليقات الذكية أحياناً والبعيدة عن الموضوع في أحيانٍ أخرى، مما زاد الأمر مرحاً وحميمية :oops: ، فكان البعض يفهم ما يدور حوله ويستمتع به والبعض الآخر سعيد لسعادة من حوله دون أن يفهم ما يجري تماماً، وبقيت حتى المساء ولم أشعر بمضي الوقت..
وفي آخر اليوم شكرتني الممرضات على اليوم الجميل الذي رفع الروح المعنوية لدى النزيلات وساهم في تحسين صحتهن ..
تشجعت ولم أكتفِ بهذه الزيارة المميزة ، بل اشتريت بعض الأفلام القديمة والمسرحيات الكوميدية وأعطيتها للممرضات ليتم عرضها في الدار يومياً حسب الطلب، وأخذت أرسل الهدايا المميزة المرحة لجدتي وغيرها من النزيلات بعد أن عرفت الكثير عنهن وعما يثير انتباههن وينتزع ابتساماتهن ..
لم تكن الهدايا مكلفةً أبداً بل كانت ثمينة معنوياً لأنها تخبرهن أن هناك من يفكر بهن ويهتم لأمرهن، حتى لو لم يتمكن من العيش معهن أو زيارتهن كل يوم ..وأصبحت هذه المهمة الأسبوعية أجمل وأفضل وقت أمضيه، وبدأت صديقاتي تصحبنني في هذه الزيارة أحياناً وتقرأن للعجائز بعض الأشعار أو القصص أو تحضرن قالباً من الحلويات الخفيفة..
فهمت منذ ذلك اليوم أن الحل ليس أمراً مستحيلاً، وليس بيد أشخاص لهم مواصفات خارقة لا أملكها، وأدركت أن التفكير بطريقة إيجابية هو أول خطوة، والمبادرة في التصرف هي الخطوة الثانية..والنجاح هو النتيجة التي سنحصل عليها دائماً إن شاء الله..
:P
r=green]]]**أتمنى أن القصة أعجبتكم وأفادتكم كثيراً وأرجو الرد وإبداء رأيكم ..وإن شاء الله سوف ترون الجديد من هذه القصص كل أسبوع**[/[/size]color]